‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلسلة تعال نبرمج معا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سلسلة تعال نبرمج معا. إظهار كافة الرسائل
تعال نبرمج معا ( 2 ) : لا تلم أحدا على فشلك ، فأنت أعظم مخلوق خلقه الله تعالى على وجه الأرض .

تعال نبرمج معا ( 2 ) : لا تلم أحدا على فشلك ، فأنت أعظم مخلوق خلقه الله تعالى على وجه الأرض .

تحمل مسؤوليتك ...



عادة ما يحلم الصغار بتحقيق أهداف رائعة كإنقاذ العالم من الشر ، اختراع اختراعات يشاهدونها في أفلام الخيال العلمي ، السفر إلى كواكب أخرى ...
وعندما يصبحون أكثر عقلانية مع مرور الوقت ، يحلمون بتحقيق أهداف شخصية ويبدأون بالتخلي عن أهدافهم القديمة والتي تبدوا سخيفة في نظرهم لأنه من المستحيل تحقيقها ...


ثم يتقدم بهم الزمن ، فيصطدمون بالعديد من الحواجز في طريقهم .. فتتحول أهدافهم الشخصية من أهداف إلى  أحلام يتمنون تحقيقها . لأن الأحداث التي تحيط بهم تجعلهم يحسون يوما بعد يوم أنه من المستحيل تحقيقها ...

ويبدأ الإحساس بالفشل يتسلل إلى قلوبهم ، يزعزع يقينهم ويهزم شجاعتهم .
ثم يبدأون بالإحساس بالإضطراب وعدم التوازن . وتبدأ الأسئلة تطرح : أين أخطأت ؟ لم لا أستطيع أن أحقق ما أتمنى كما يفعل الآخرون ؟ ما السبب ؟ و من السبب ؟

وليستعيدوا توازنهم النفسي ، يبدأون بلوم غيرهم وتحميله فشلهم .
أي شخص أو أي جهة ستفي بالغرض : ( والداي هما السبب ، لأنهما لم يوفرا لي المال الكافي لولوج أفضل الجامعات ...  الدولة هي السبب لأنها لا توفر تكافؤا في الفرص ... الأستاذ الفلاني هو السبب لأنني بسببه كرهت المادة الفلانية فضعفت نتائجي ... )  واللائحة طويلة . وأهم شيء أن يتحمل غيري سبب فشلي فأقتنع أنني قمت بواجبي لكنهم تآمروا ضدي فلهذا لم أنجح .

لكن هل هذا صحيح ؟ 

طبعا لا ...  لا تلم أحدا على فشلك ، فأنت أعظم مخلوق خلقه الله تعالى على وجه الأرض ، وسخّر لك الدنيا كلها لتخدمك . وجعل فيك طاقة هائلة  لن يستطيع أحد أن يوقفك إلاّ اعتقاداتك، فإن اعتقدت أنك ضعيف المستوى لا تستطيع التحسّن وإن حاولت فأنت الذي تضع لنفسك هذه الحواجز التي تمنعك من التحسّن.

الكثيرين هذه حالهم ، تجدهم طول الوقت يلقون اللوم على  أعذار سخيفة  من السّهل تجاوزها.

لكن كيف لي أن أحقق أهدافي ولا أخطئ الطريق مع كل هذه الأحداث والعقبات التي تواجهني ؟ 

إن أحببت أن تتعلم النجاح فابحث في قصص الناجحين لأنها كلها دروس وعبر ، حياتهم هي خارطة طريق لنا لنحقق ما حققوه إن شاء الله تعالى .
لو تأملنا كل الناجحين في العالم من رجال أعمال ، شخصبات سياسية ومحاضرين مشهورين وغيرهم تجدهم يشتركون في صفات عدة  منها : 

1/ هؤلاء الناس لهم أهداف واضحة  يعرفون أهميتها ، لذا فهم يخططون لها لتنجح ويضعون برنامجا عمليا لكل هدف ، ويعتبرون كل عقبة هو تحد لصقل مهاراتهم وفرصة لمزيد من التعلم من دروس الحياة .

2/  لا يمكنهم أن يتحرّكوا خطوة واحدة إلا وبرنامجهم معهم. ومنهم من يشغل معه سكرتير أو سكرتيرة ليضبط له برنامجه ويذكّره بمواعيده. كل خطواتهم محسوبة مدروسة ومبرمجة بالمكان والزمان.

3/ لا يعاشرون السلبيين الدائمي الشكوى ، بل يبحثون عن الايجابيين في حياتهم ليستمدوا منهم الطاقة . ومن لم يجد في محيطه من هو إيجابي فليبحث في قصص الناجحين فهي كافية إن شاء الله لتملأك حماسا وإرادة.

4/ يطورون أنفسهم باستمرار ، ويكتسبون مهارات جديدة كل حين . فعندما يحددون هدفا ما يبحثون عن المهارات اللازمة كي يستطيعوا تحقيقه ، ثم يتعلمونها بل يتقنونها . وعندما يأتي وقت تحقيق الهدف يكونون مستعدين له قادرين على الاستفادة من الفرصة .

اما من يحلم أن يصبح أستاذا في اللغة الانجليزية مثلا وهو بالكاد يقرأ نصوص مقرره ، ولم يفكر أبدا أن يقرأ قصصا إنجليزية أو يحاول الكتابة بهذه اللغة أو أو ... فهذا وإن أعطيناه هذا المنصب وأصبح من اليوم أستاذا للغة الإنجليزية في أفضل معهد في المدينة لن يستطيع أن يدرس أبسط الدروس لأنه سيتلعثم من أول حصة وسيضحك عليه كل التلاميذ...

وقس على ذلك من يتمنى أن يصبح دكتورا أو مهندسا أو مليونيرا أو ...
 ولا يقوم بأي نشاط يذكر ليحقق هدفه.

لتحقق أهدافك أخي وأختي هناك أسلوب واحد فقط ، لا توجد أسرار في هذا الباب ، فقط اكتب هدفك في ورقة وخطط كيف ستحققه ( اسأل من يعرف إن لم تكن تعرف كيف تحققه ) ثم ضع له برنامجا عمليا يتألف من العشرات أو مئات من الخطوات الصغيرة إلى أن تحقق هدفك . لا تتوقف ولو تطلب الأمر عشرات السنين .

يبقى عليك أن تعرف كيف تضع برنامجا وكيف تطبقه بسهولة ؟ لأن هذا أكبر مشكل يعترض أغلب الناس صغيرهم وكبيرهم . وهذا هو الموضوع الذي سنتعلمه معا في هذه السلسلة تعال نبرمج معا 

أتمنى لكم التوفيق
الأستاذ حسن التطواني


تعال نبرمج معا

تعال نبرمج معا

استغربت كثيرا عندما كنت أحدث تلاميذ مدرستي عن الكتاب القادم ( كيف تعد برنامجا ممتعا ؟ وكيف تطبقه بسهولة ؟ ) فقاطعتني أما أنا فلا أرى ضرورة العمل بالبرنامج فأنا لم أعمل به من قبل. أرى أن البرنامج شيئ اختياري ..."
إحدى التلميذات قائلة : "

تعجبت من قولها ثم سألتها :" وهل حاولت يوما العمل بالبرنامج "
 فأجابت زميلتها التي تجلس بجوارها : " نعم أنا قد حاولت لكنني لم أنجح ، فكلما أكتب برنامجا مؤلفا من عدة خطوات سأقوم بها تداهمني أمور تمنعني من إكماله، فهذه أمي تريدني أن أساعدها في أمور البيت وهذه صديقتي تأتي زائرة من غير ميعاد فلا أستطيع ردها أما الأساتذة فدائما يفاجؤوننا بواجبات منزلية تشتت تخطيطنا وتأكل معظم أيام أسبوعنا ، فمن الصعب أن أجد برنامجا يساعدني في هذه الظروف التي أعيشها مع الدراسة "


هنا اضطررت أن أفتح النقاش مع باقي التلاميذ لأجد من يؤيد ضرورة تعلم العمل ببرنامج ومنهم من يرفضون هذه الفكرة. وسبب رفضهم أنهم حاولوا كتابة برنامج والعمل به لكنهم سرعان ما يقل حماسهم في اليوم الثاني ليبرد تماما في اليوم الثالث أما في اليوم الرابع فيكونوا قد نسوا تماما أنهم يملكون شيئا اسمه برنامج.

هل تعلم أن ما يميز الناس الأكفاء الناجحين في حياتهم ،  الراضين على أنفسهم المنتجين أكثر من غيرهم هو طريقة تنظيمهم لوقتهم؟
سؤال : هل تعرف كيف تنظم وقتك بكفاءة؟
والأهم من ذلك ، هل تحس أنك تتمتع بوقتك أم أنك تعيش تحت الضغط وأنت تنفذ برنامجك؟

ابحث عن أي شخصية ناجحة في حياتها ، واسألها ما السر الأول لهذا النجاح ؟
سيجيبك حتما : لقد تعلمت كيف أنظم وقتي.

وإذا قصدت مكتب أي طبيب أو محام أو أي صاحب شركة ستجد سكريتيرة تستقبلك وتحدد لك موعدا ليستقبلك رئيسها. وكلما كان هذا الشخص مشهورا كلما كان الموعد بعيدا لكثرة من يزوره.
ومن جهة أخرى ، كيف كان لهذا الشخص أن يتعامل مع زبنائه الذين يرغبون في استشارته أو الحصول على خدماته دون أن يوظف تلك السكرتيرة كي تنظم له عمله.

وأنت ، أخي العزيز أختي العزيزة ، أنت تعاني نفس المشكل!!!
 صحيح أنك لست مشهورا الى درجة أنك ستوظف سكرتيرة ، أو ربما تكون هههه ، لكنك تحس  أن لديك كثيرا من الزحام في حياتك...

دروسك التي تنتظر منك ان تحفظها ، واجبات منزلية تتراكم يوما بعد يوم ، اختبارات يقترب موعدها ، أصدقاء يطلبون منك أن تشاركهم في بعض الأنشطة الترفيهية ، هوايات تمارسها أو تتمنى أن تمارسها لكنك لا تستطيع بسبب ضيق الوقت ... والكثير من الأمور الخاصة  بكل واحد منا .

أهمية العمل ببرنامج :
أفضل حكمة قرأتها في هذا الباب وأثرت في نفسي عندما كنت صغيرا ( إن لم يكن لك برنامج فأنت ضمن برامج الآخرين يحققون بك أهدافهم ) .

لا أقصد أن لا تساعدي أمك أيتها الفتاة ، ففي ذلك رضاها ورضى ربك ودروسا ستحتاجينها عندما تصبحين أما . ولا أقصد أن تقاطع أصدقاءك ، فالصداقة شيء جميل في حياة الشباب يتعلمون معا تجاريب يصعب على الآباء أن يكلموهم فيها.

لكنني أقصد أن التخطيط لمستقبلك أمر لا يمكن الاستغناء عنه. خطتك هي خارطة الطريق بالنسبة لك لتصل إلى أهدافك وتتمكن من تحقيق أحلامك. ولولا التخطيط فستبقى أحلامك أحلاما كلما تذكرتها تحسرت على أيامك التي ضاعت خصوصا إن التقيت بعض الذين درسوا معك ووجدت أنهم حققوا نجاحات مهمة لم تتمكن أنت من تحقيقها.

كما أنه ليس من المنطقي أن تجد من يسوق سيارته مسافرا إلى دولة لم يسبق له أن سافر إليها بدون خريظة أو جهاز GPS ، فكذلك من الغباء أن تسافر رحلة العمر بدون برنامج.

وإن كنا نبرمج لرحلة بسيطة إلى غابة قريبة سنمضي فيها يوما أو بعض يوم فكيف لا نبرمج ونخطط ونعيد التخطيط إن أخطأنا لرحلة العمر.

ما أنا متيقن منه : 
أنا على يقين أن أي شخص يقرأ هذه الأسطر قادر على تحقيق أحلامه مهما طال الزمن أو قصر . لأن الله عز وجل وهب لنا وسائل كثيرة لتحقيقها وأكبرها العقل بقوته الهائلة . أما نحن معشر المسلمين فقد أعطانا أعظم وسيلة لتحقيق كل ما نريد. 

إن أشكلت عليك الأمور وأحسست أن أحد أهدافك صعب المنال قربه بالدعاء ، إلتجئ إلى رب السماوات والأرض مالك الملك الغني ، والقادر على كل شيء سبحانه. اسأله وأنت متيقن من الإجابة وقدم له ضعفك . تعلم آذاب الدعاء لتحصل على الاستجابة.

وانت أيضا : 
إن كنت قد حاولت مرارا العمل ببرنامج وفشلت فاعلم أن السبب ليس أنت وليس البرنامج ، إنما السبب الرئيسي أنك تنقصك تقنيات ومعلومات أساسية لكيفية إعداد برنامج وكيفية تطبيقه. فالبرمجة لها ما قبلها ولها ما بعدها ، تحتاج إلى استعداد خاص .

وهذا ما سنراه معا في سلسلة تعال نبرمج معا