تعال نبرمج معا

استغربت كثيرا عندما كنت أحدث تلاميذ مدرستي عن الكتاب القادم ( كيف تعد برنامجا ممتعا ؟ وكيف تطبقه بسهولة ؟ ) فقاطعتني أما أنا فلا أرى ضرورة العمل بالبرنامج فأنا لم أعمل به من قبل. أرى أن البرنامج شيئ اختياري ..."
إحدى التلميذات قائلة : "

تعجبت من قولها ثم سألتها :" وهل حاولت يوما العمل بالبرنامج "
 فأجابت زميلتها التي تجلس بجوارها : " نعم أنا قد حاولت لكنني لم أنجح ، فكلما أكتب برنامجا مؤلفا من عدة خطوات سأقوم بها تداهمني أمور تمنعني من إكماله، فهذه أمي تريدني أن أساعدها في أمور البيت وهذه صديقتي تأتي زائرة من غير ميعاد فلا أستطيع ردها أما الأساتذة فدائما يفاجؤوننا بواجبات منزلية تشتت تخطيطنا وتأكل معظم أيام أسبوعنا ، فمن الصعب أن أجد برنامجا يساعدني في هذه الظروف التي أعيشها مع الدراسة "


هنا اضطررت أن أفتح النقاش مع باقي التلاميذ لأجد من يؤيد ضرورة تعلم العمل ببرنامج ومنهم من يرفضون هذه الفكرة. وسبب رفضهم أنهم حاولوا كتابة برنامج والعمل به لكنهم سرعان ما يقل حماسهم في اليوم الثاني ليبرد تماما في اليوم الثالث أما في اليوم الرابع فيكونوا قد نسوا تماما أنهم يملكون شيئا اسمه برنامج.

هل تعلم أن ما يميز الناس الأكفاء الناجحين في حياتهم ،  الراضين على أنفسهم المنتجين أكثر من غيرهم هو طريقة تنظيمهم لوقتهم؟
سؤال : هل تعرف كيف تنظم وقتك بكفاءة؟
والأهم من ذلك ، هل تحس أنك تتمتع بوقتك أم أنك تعيش تحت الضغط وأنت تنفذ برنامجك؟

ابحث عن أي شخصية ناجحة في حياتها ، واسألها ما السر الأول لهذا النجاح ؟
سيجيبك حتما : لقد تعلمت كيف أنظم وقتي.

وإذا قصدت مكتب أي طبيب أو محام أو أي صاحب شركة ستجد سكريتيرة تستقبلك وتحدد لك موعدا ليستقبلك رئيسها. وكلما كان هذا الشخص مشهورا كلما كان الموعد بعيدا لكثرة من يزوره.
ومن جهة أخرى ، كيف كان لهذا الشخص أن يتعامل مع زبنائه الذين يرغبون في استشارته أو الحصول على خدماته دون أن يوظف تلك السكرتيرة كي تنظم له عمله.

وأنت ، أخي العزيز أختي العزيزة ، أنت تعاني نفس المشكل!!!
 صحيح أنك لست مشهورا الى درجة أنك ستوظف سكرتيرة ، أو ربما تكون هههه ، لكنك تحس  أن لديك كثيرا من الزحام في حياتك...

دروسك التي تنتظر منك ان تحفظها ، واجبات منزلية تتراكم يوما بعد يوم ، اختبارات يقترب موعدها ، أصدقاء يطلبون منك أن تشاركهم في بعض الأنشطة الترفيهية ، هوايات تمارسها أو تتمنى أن تمارسها لكنك لا تستطيع بسبب ضيق الوقت ... والكثير من الأمور الخاصة  بكل واحد منا .

أهمية العمل ببرنامج :
أفضل حكمة قرأتها في هذا الباب وأثرت في نفسي عندما كنت صغيرا ( إن لم يكن لك برنامج فأنت ضمن برامج الآخرين يحققون بك أهدافهم ) .

لا أقصد أن لا تساعدي أمك أيتها الفتاة ، ففي ذلك رضاها ورضى ربك ودروسا ستحتاجينها عندما تصبحين أما . ولا أقصد أن تقاطع أصدقاءك ، فالصداقة شيء جميل في حياة الشباب يتعلمون معا تجاريب يصعب على الآباء أن يكلموهم فيها.

لكنني أقصد أن التخطيط لمستقبلك أمر لا يمكن الاستغناء عنه. خطتك هي خارطة الطريق بالنسبة لك لتصل إلى أهدافك وتتمكن من تحقيق أحلامك. ولولا التخطيط فستبقى أحلامك أحلاما كلما تذكرتها تحسرت على أيامك التي ضاعت خصوصا إن التقيت بعض الذين درسوا معك ووجدت أنهم حققوا نجاحات مهمة لم تتمكن أنت من تحقيقها.

كما أنه ليس من المنطقي أن تجد من يسوق سيارته مسافرا إلى دولة لم يسبق له أن سافر إليها بدون خريظة أو جهاز GPS ، فكذلك من الغباء أن تسافر رحلة العمر بدون برنامج.

وإن كنا نبرمج لرحلة بسيطة إلى غابة قريبة سنمضي فيها يوما أو بعض يوم فكيف لا نبرمج ونخطط ونعيد التخطيط إن أخطأنا لرحلة العمر.

ما أنا متيقن منه : 
أنا على يقين أن أي شخص يقرأ هذه الأسطر قادر على تحقيق أحلامه مهما طال الزمن أو قصر . لأن الله عز وجل وهب لنا وسائل كثيرة لتحقيقها وأكبرها العقل بقوته الهائلة . أما نحن معشر المسلمين فقد أعطانا أعظم وسيلة لتحقيق كل ما نريد. 

إن أشكلت عليك الأمور وأحسست أن أحد أهدافك صعب المنال قربه بالدعاء ، إلتجئ إلى رب السماوات والأرض مالك الملك الغني ، والقادر على كل شيء سبحانه. اسأله وأنت متيقن من الإجابة وقدم له ضعفك . تعلم آذاب الدعاء لتحصل على الاستجابة.

وانت أيضا : 
إن كنت قد حاولت مرارا العمل ببرنامج وفشلت فاعلم أن السبب ليس أنت وليس البرنامج ، إنما السبب الرئيسي أنك تنقصك تقنيات ومعلومات أساسية لكيفية إعداد برنامج وكيفية تطبيقه. فالبرمجة لها ما قبلها ولها ما بعدها ، تحتاج إلى استعداد خاص .

وهذا ما سنراه معا في سلسلة تعال نبرمج معا 

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

1 التعليقات:

التعليقات
غير معرف
7 فبراير 2015 في 7:50 ص حذف

شكرا أستاذ ، كل مواضيعك تساعدنا كثيرا

رد
avatar