العفة و دورها في محاربة
أولا : مفهوم العفة وحقيقتها :
1.مفهوم العفة : حصول حالة في النفس تمتنع عن غلبة الشهوة عليها فتكف
عن محارم الله تعالى في المأكل والمشرب والملبس وغيرها.
المتعفف : هو المتعاطي للعفة بضرب عن الممارسة الإرادية.
الاستعفاف : طلب العفة.
2. حقيقة
العفة : هي منهج أخلاقي إرادي يتغيا:
· ضبط
الدافع الجنسي.
· سد
كل التغيرات التي ينفذ منها الانحراف.
· إعلاء
الميول: التعالي
والتسامي عن الاستجابة لرغبات النفس المنحطة الدنيئة في معاملة النفس والآخر.
· التحويل : تحويل الطاقة التي يستند إليها الدافع الجنسي إلى نشاط
آخر يصرف الفرد ويشغله عن الدافع الجنسي.
ثانيا : المنهج الإسلامي في
تدبير الغريزة:
1. موقف الإسلام من الغريزة الجنسية:
يتلخص هذا الموقف فيما يلي:
· اعتراف
الإسلام بها من خلال إقرار القرآن الكريم لها : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين " سورة آل
عمران / من الآية :14
· اعتبارها
دافعا فطريا يجب معالجته.
· النشاط
الجنسي عند الحيوان دافع فطري، يكون منظما بمواسم الإخصاب.
· النشاط
الجنسي عند الإنسان غير محدد بزمن معين، بل يرتبط بإرادة الإنسان ورغبته.
· تحمل
الإنسان مسؤولية تنظيم نشاطه الجنسي وفق قيم ومبادئ سامية.
2.ثوابت المنهج الرباني
في تدبير الدافع الجنسي:
تميز هذه الثوابت بين القادر على الزواج وغير القادر على
الزواج . فالبنسبة للقادر على إحصان نفسه:
* دعوته إلى سرعة إعفاف نفسه بالزواج.
* حث الآباء على تشجيع أبنائهم وبناتهم على الزواج متى
رغبوا في ذلك لرفع الحرج عنهم.
* جلب الاستقرار النفسي والاجتماعي لهم.
في حالة عدم القدرة ،فإن في الضبط والاستعفاف والصوم ما
يهذب النفوس ، ويكبح جموح النفس. قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض
للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " صحيح البخاري، كتاب النكاح، باب قول النبي ( صلى
الله عليه وسلم) من استطاع منكم الباءة فليتزوج.
ثالثا : دور العفة في محاربة
الفاحشة:
1.من وسائل تحقيق العفة: الدعوة الشرعية إلى العفة تربية نفسية: تقوي الإرادة في
النفوس – ترسخ العزيمة في القلوب.
أ- البعد عن المثيرات الخارجية:
* التحصين الشرعي: بالتزام الآداب والأحكام الشرعية المنظمة ل : - النظر
– اختلاط النساء بالرجال – استعمال وسائل الاتصال الحديثة.
* تحصين المجتمع: تنمية البيئة والأجواء الإيمانية الصالحة لتكون مجالا
لحركته ونشاطه وترفيهه
*التحصين بالتوعية : تنمية شعور المسلم بمسؤوليته في نشر العفة في المجتمع.
أ- توقي المثيرات الداخلية: - دفع الخواطر المهيجة بذكر الله تعالى .
- شغل
الفكر فيما ينفع من علم وعمل – تجنب الفراغ – الإكثار من الصوم الذي يحد من فورة
الغريزة الجنسية.
2.من ثمرات العفة :
أ- حفظ الأعراض: العفة : حراسة شرعية للأعراض
– دفع لأسباب الريبة والفتنة – حصانة ضد الزنى والإباحية- صيانة للمرأة من المهانة
والاستغلال.
ب – تأمين سلامة المجتمع: العفة – وقاية من الشرور والآفات وفشو الأمراض الفتاكة-
وسيلة لمنع نفوذ عوامل الانهيار الحضاري إلى السلوك الاجتماعي مثل : المجون والفسق
والفساد.
ج-حراسة الفضيلة في المجتمع: العفة سياج رادع
- يصد النفس ويزجرها عن الانحراف والانزلاق إلى مهاوي
الرذيلة.
- يمنع المسلم من هتك أعراض الناس.
رابعا : كيف أنمى خلق العفة
لدى؟
1. شغل
النفس بالطاعات والعمل المفيد، لأن الفراغ والتبطل منشأ كل شر.
2. الرفقة
الصالحة مدعاة للخير وعون للمرء على نفسه.
3. تقوية
الإرادة ، لأن فلاح الإنسان في دنياه وآخرته رهين بمدى مخالفته أهوائه وغرائزه.
4. غض
البصر عن المحرمات
5. تهذيب
الخواطر ومنعها من الانشغال بالأفكار والخواطر ،
6. الاستعانة
بالصبر والصلاة والتضرع إلى الله بالدعاء.
7. التطوع
بالصيام لأنه : مدرسة الصبر – محراب العبادة – منظم للإفرازات والهرمونات الجنسية.