بُعبع اسمه الإمتحانات ...
يعيش تلاميذنا - وفقهم الله - أيام الإمتحانات بما فيها من استعدادات وتخوفات وتفاؤلات وفرح وحزن وفرح . كررت الكلمة لنكون أكثر تفاؤلا .
وما أنا بصدده اليوم هوظاهرة تحصل للعديد من التلاميذ ، ألا وهي الدهشة يوم الإمتحان .
يشتكي التلميذ الأول قائلا : " انا متأكد من انني راجعت جيدا . وحفظت ما يجب حفظه ، وفهمت ما يجب فهمه واتجهت إلى المدرسة يوم الإمتحان متفائلا ، أكاد أطير من الفرحة . وفي قاعة الإختبار جلست في مكاني أترقب حصولي على ورقة الأسئلة لأنطلق كالفارس المغوار أفتك بها بسيفي الذي يقطر حبرا .
وما إن حصلت عليها .. ونظرت إليها .. وبدأت في قراءة سطورها .. تجمدت الدماء في عروقي ولم أفهم ما الذي يجري لي ؟ "
وأضاف قائلا بعد أن تنهد : " إن الأسئلة مألوفة لدي ياأستاذ ، حتى إنني أستطيع أن أستظهرها أمامك الآن ، لكن عقلي لا يستطيع التوصل إلى الإجابات ولا الإقتراب منها . وكأن أحدهم مسح ذاكرتي ، فتوثرت أعصابي وأصابني القلق . "
هنا توقف التلميذ المسكين وعينيه تنظران إلى الأرض ،فسألته على الفور : " ثم ماذا ؟ كيف تصرفت ؟ "
فأجاب مبتسما ضاعت مني نقاط كثيرة ...
بعد يومين جاءتني إحدى التلميذات مستنجدة : " أما أنا فقد كنت واثقة من نفسي ، إنها ليال طوال من الإعدادات . أما في يوم الإمتحان فقد بدأ الأستاذ يتجول بين الصفوف - بعد أن وزع علينا أوراق الأسئلة - ويتوقف عند كل تلميذة أو تلميذ يتفحص أجوبته بنظراته الثاقبة ثم يكمل طريقه صامتا . ثم جاء دوري فوقف خلفي ، ومرت دقيقة وهو يظر إلى ورقتي دون حراك ثم جلس على طرف منضدتي ليراقب القسم من هناك ... وهنا كانت الضربة القاضية بالنسبة لي ، لقد افقدني تصرفات أستاذي توازني النفسي فأصبحت متوترة ، وخسرت بذلك تركيزي ومعها بعض النقاط الغالية ... "
ما الذي يحصل لشبابنا يوم الإمتحان :
الأمر بسيط ، من المعروف أن التلاميذ حديثوا السن ، وشخصيتهم لم تكتمل بعد . لذا تجدهم يفقدون توازنهم بسرعة ، ويختل توازنهم بأبسط ملاحظة أو عتاب يوجه إليهم . فهم بذلك معرضين لفقدان التركيز يوم الإمتحان بسهولة .
ما الحل ؟
وقد وجدت نفسي مسؤولا ، عن من أوصلته الأقدار الربانية ليزور هذه المدونة ، لأشير عليه إشارات تنفعه إن عمل بها وهو موقن من نتائجها . إعلم اختي / أخي ان الثقة بالنفس أمر يكتسب بوسيلتين :
أحدهما تجارب الحياة مع مرور الزمان.
وثانيهما بالتدرب عليها واستعمال أسلوب محاكات الواقع والبرمجة العقلية .
أحدهما تجارب الحياة مع مرور الزمان.
وثانيهما بالتدرب عليها واستعمال أسلوب محاكات الواقع والبرمجة العقلية .
حسنا ، أعرف خطوة خطوة .. أليس كذلك ؟
1/ تجارب الحياة : هذه امور شخصية يتحكم فيها خالقنا سبحانه. وهي تحتاج إلى الوقت ، فحياتنا كلها مدرسة كبيرة نتعلم منها دروس الحياة .
2/ التدرب لكسب الثقة بالنفس الخاص ( بالإمتحان ) : هذا الأمر يحتاج إلى الخيال الواسع ، وهنا أتذكر جوابا أعطيته لتلميذة اشتكت لي من فقدانها لتركيزها إذا ما اقترب منها الأستاذ أو أطال النظر إلى ورقتها . فقد قلت لها تخيلي معي أنك في قاعة الإمتحان ، هيا تخيلي ذلك . فأغمضت عينيها وبدأت تتخيل نفسها في القسم ،وكنت أراقب تنفسها الذي تغير وأصبح سريعا ..
ثم قلت لها تخيلي الآن أن الأستاذ الذي يربكك قد تغيب اليوم لسبب ما ، وأن من جاء يحرسكم اليوم هو أبوك أوأي شخص عزيز على قلبك . تخيلي ذلك هيا . وإذا بها ابتسمت ابتسامة عريضة وقد بدا عليها الإرتياح . وبعد مدة طلبت منها أن تفتح عينيها وأن تنظر إلى دفترها الموضوع على المنضدة ، وأن تتخيل نفسها في قاعة الإمتحان وانني الأستاذ الذي ترتبك بسببه .
عليها أن تفعل هذا دون أن ترفع عينيها وتنظر إليَ مباشرة . ثم بدأتُ بالتحرك في القسم كما كان يفعل أستاذها لمدة عشر دقائق ، مع الإشارة إلى أنني طلبت من كافة التلاميذ ان يقوموا بنفس التجربة وفي نفس الوقت عليهم ان يقوموا بحل عدة تمارين رياضية . وقد نجح الأمر إلى درجة ان التلاميذ تفاعلوا بصدق مع الدور الذي كانوا يمثلونه ، وكاون يحسون بانهم في قاعة الإمتحان وكل واحد منهم قد جاء احد اقربائه أو احد الشخصيات المفضلة لديه ليحرسه .
هذا الأمر جعلهم لايحسون بالغربة أو القلق او التوتر . بل بالعكس فمن التلاميذ الذين أعجبتهم التجربة وقااموا بتطبيقها منذ ذلك الحين في أيام الإمتحانات ، شاب اسمه ( أ.ح) الذي تخيل نفسه جالسا في بهو داره بجانب امه التي تشجعه وتدعوا له فامتلأ يقينا وقوة . وقام آخر بتخيل أستاذه قد تحول إلى أحد المجانين السَاكنين بحيه ، وكان الأستاذ الأحمق يقوم بحركات غريبة ، ولم تمر بضعة دقائق حتى كان الشاب ينفجر ضحكا بين الفينة والأخرى . نعم لقد بالغ قليلا لكن المهم أن النتيجة كانت مرضية .
شخصيا عندما كنت تلميذا مررت بمثل هذه التجربة ، وقد كنت أقول لنفسي عندما أجلس في قاعة الإمتحان : " إن ربي الذي أعانني في البيت فحفظت دروسي وحللت تمارين صعبة ، هو نفس الإله الرحمن الرحيم العليم الكريم ، والذي هو ينظر إلي في هذه اللحظة بالذات ويعلم حاجتي ويسمع همسي . ثم أتوجه بقلبي إلى ربي وأستشعر وجوده فوقي وانه ينظر إلى وأتفكر في عظمته وقدرته وان السماوات مطويات بيمينه ثم أقارن كل هذا بورقة الإمتحان وبالأستاذ أو المدير فيهون علي الأمر . ثم ادعوا الله أن يعينني وأنا متيقن من الإجابة .
إعتذار وخلاصة :
أعتذر إليك ايها القارئ العزيز إن كنت قد أطلت بعض االشيء في هذه التدوينة ، لكن الأمر مهم ، فكم من تلميذ ضاع مستقبله بسبب هذه المشكلة والتي إن لم يجد لها حلا أصابته بالإحباط . فظن نفسه فاشلا في الدراسة وإنما هو يفتقد لتقنيات بسيطة .
يمكنك اختي / اخي ان تستعمل هذه التقنية في كل موقف يصيبك بالإرتباك . كطلب عمل من صاحب شركة أو معمل أو التحدث أمام الناس ( مواجهة الجمهور ) ... ما عليك إلا ان تتخيل وتتمرن في البيت على تلك المواقف مرارا وتكرارا حتى تحس بثقة كبيرة في نفسك .
حمل نسختك المجانية من كتاب : كيف تعد نفسك لتستعد لامتحان آخر السنة في 3 أيام ؟
حمل نسختك المجانية من كتاب : كيف تعد نفسك لتستعد لامتحان آخر السنة في 3 أيام ؟