مرحبا بك أخي التلميذ أختي التلميذة وكذلك أخي الطالب أختي الطالبة في هذه الرحلة التي سنقوم بها معا نحو الصفوف الأمامية من
المتفوقين في الدراسة. أثناء هذه الرحلة سنجيب على الكثير من الأسئلة الكبيرة التي تدور في بال كل من يرغب في التفوق في دراسته
ومن بين هذه الأسئلة
كيف تغير نتائجك هذه السنة نحو الأفضل؟ كيف تجعل هذه السنة الدراسية سنة رائعة؟ كيف تضيف نقطتين أو أكثر إلى نتيجتك؟ كيف تصبح تلميذا أو طالبا متفوقا؟
ما هي الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ والطلبة دون قصد؟ وكيف تتجنبها؟ كيف تتمتع بالدراسة؟ كيف تستعد لاختباراتك على أحسن وجه؟ كيف تحفظ دروسك بكل سهولة؟
والكثير من الأسئلة الأخرى التي ستطرحها أنت وأصدقاؤك التلاميذ من العالم العربي والاسلامي إن شاء الله تعالى خلال نشر هذه السلسة.
واليوم سنجيب على سؤال : كيف تغير نتائجك هذه السنة نحو الأفضل؟
من الأسرار التي يستغرب منها الكثيرين ، أن التلاميذ الذين اعتادوا أن تكون معدلاتهم أو نتائجهم 12 من 20 ( أو لنقل 60 بالمائة ) فهم لا يتجاوزون هذه النتيجة إلا نادرا . أما الذين اعتادوا الحصول على 14 على 20 أو 18 على 20 فنتائجهم دائما قريبة من هذه المعدلات . وكذك بالنسبة لمن يرسبون أو معدلاتهم قريبة من المعدّل فقط.
ما السبب ياترى ؟
السبب بسيط ، إنهم لا يغيرون سلوكهم فلا تتغير نتائجهم ...
ولكي تتغير نتائجك نحو الأفضل قم باتباع الخطوات التالية :
الخطوة الأولى ،ارفع رأسك :
اعلم أخي أنه كلما ازداد الانسان في العمر كلما ازداد خبرة ومهارة، فأنت ابن اليوم ليس نفس الشخص في السنة الماضية، سواء أحسست بذلك أم لم تحس . كان أحد الحكماء يقول دائما " عندما تمر بك تحارب الحياة ومشاكلها فهي كالأمواج لن تتركك أبدا في مكانك ، فإما ستنقلك إلى الأحسن أو إلى الأسوء . حسب طريقة استفادتك منها .
فكم من شخص يستعمل الأمواج العالية لينطلق بعيدا بينما تجد من تغرقه أمواج صغيرة .
لقد تغيرت من خارجك فازددت طولا وتغيّر شكلك . وكذلك تغيّرت من داخلك فازددت تجربة ومهارة وعلما . وكلما ازداد الأنسان في العمر كلما كان أقدر على فهم ما حوله بطريقة أوضح واستطاع حلّ المشاكل المحيطة به ببساطة.
أنت اليوم ليس نفس الانسان الذي كان يجلس في القسم خلال السنة الماضية . لقد أصبحت أقوى دون أن تحسّ. لذا لا تنظر إلى نفسك على انك مازلت ابن السابعة العديم الخبرة. ارفع رأسك وقدّر نفسك لتنال المعالي، فأفضل النتائج لا تعطى للمترددين.
الخطوة الثانية ، غيّر سلوكك:
جرت العادة أن يدخل التلاميذ والطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم في أول السنة متحمّسين . وكلهم يدّعون أنهم سيجتهدون هذه السنة أفضل من السنوات الماضية. لكن بعد أسبوعين تقريبا يخبو هذا الحماس عند أغلبهم. والسبب بسيط، إنه مجرّد حماس .
والمطلوب أن تربي داخلك إرادة قوية وليس حماسا زائلا.
سأضرب لك مثلا لتفهم الفرق بين الحماس والارادة . تخيل معي رجلين في حقل واسع ، الأول جمع أمامه كومة من التبن علوها 3 أمتار، بينما الثاني جمع أمامه كومة من الحطب لا يتعدّى علوها مترا واحدا.
أشعل كل واحد منها النار في كومته. ماذا سيحدث ؟
الذي سيقع أن كومة التبن ستشتعل بسرعة وستصل نارها عنان السماء مخلفة دخّانا كثيفا ثم سرعان ما ستنطفئ.
اما صاحب الحطب فسيجد بعض الصعوبة في البداية في إشعال النار في حطبه ، لكنه عندما سيشتعل ستكون نارا مفيدة تعطي النور و الدفئ . كما يمكنه أن يطبخ عليها. وقد يمرّ وقت طويل قبل أن تنطفئ . أما إن أراد أن لا تنطفئ أبدا رمى فيها من الحين والآخر بعض الحطب ليستمر العطاء.
هذا هو الفرق بين من يدخل إلى المدرسة متحمسا فيشتعل حماسه بسرعة ثم ينطفئ بسرعة . وبين من يدخل وإرادته قويّة فسيستمر مجتهدا .
وكيف تكون لي إرادة قويّة؟
الأمر بسيط ، غيّر سلوكك... فإن كنت تريد نتائج أفضل هذه السنة فلا تتصرف بنفس الطريقة التي تصرّفت بها في السنة الماضية. من المستحيل أن تمزج الحليب والقهوة مرّات ومرّات وفي كل مرّة تأمل أن تحصل على نتيجة غير القهوة بالحليب.
وأول حركة عليك البدأ بها أن تكتب برنامجك
فإن كنت لا تعدّ خطة تكتب فيها كيف ستحسّن من مستواك هذه السنة فأنت تغامر بمستقبلك، لأنك تترك الأمور للصدفة . إن صادف و حصلت على أساتذة ممتازين فأنت ستفهم دروسك وإن صادف و كانت الامتحانات سهلة فأنت ستحصل على نتائج جيدة وإن صادف وإن صادف ... لا تترك الأمر مفتوحا لاحتمالات قد تكون لصالحك أو ضدّك. فهذا غباء بمعنى الكلمة.
أنصحك أن تقرأ الخطوة الثالثة لتتقدم أكثر نحو الصفوف الاولى من المتفوقين.
اقرأ أيضا : أول خطوة نحو النجاح