يا ليت الصيف يعود


قصة قصيرة
دار حوار بيني وبين أم احد التلاميذ، فالأم كأي أم تتمنى أن يكون ابنها أفضل تلميذ في العالم، بينما ابنها من عالم آخر يتمنى أن ينتهي هذه الحوار بسرعة. طلبت مني الأم أن أساعد ابنها في اللغة الفرنسية.

"ولأضعك على الحدث " فأنا أدرّس في مدرسة للدروس الخصوصية ، الرياضيات والفيزياء . بينما أخصص الصيف للغتين الفرنسية والانجليزية. والسبب الذي يجعلني أدرس اللغات في الصيف كون التلميذ والطالب يكون متفرغا في هذه الفترة  من الواجبات المدرسية وغير مترقب ولا خائف من الامتحانات.

سألت التلميذ بعض الأسئلة حول ما درسناه في الصيف فلم يستطع أن يجيبني، ثم سألته عن الدفتر الذي كتب فيه الدروس فقال أنه لا يدري أين وضعه. عندها توجهت إلى الأم وقلت لها :" لو طبق ابنك ما درسه معي في الصيف وراجعه لكان مستواه أفضل، بل ولن يكون محتاجا لجهد كبير ليفهم دروس هذه السنة ". نظرت المسكينة إلى ابنها نظرة الغاضبة ثم انصرفت.
فما الحل لمثل هذه الحالات؟



يا ليت الصيف يعود
أريد منك الآن أن تتخيل معي أن فصل الصيف قد جاء، وأن السنة الدراسية قد انتهت على أفضل خير وأنك نلت النتائج التي كنت ترغب فيها. من فضلك قم بهذا: أغمض عينيك وتخيل نفسك على شاطئ رائع، رماله ذهبية  وشمسه دافئة . وأنت مرتاحا فرحا تتنفس الأكسيجين النقي وتبتسم.

والآن ما الذي تتمنى القيام به في فصل الصيف؟ 
دع عينيك مغمضتين وتخيل ... ما الذي تتمنى أن تقوم به؟ أريدك أن تتخيل على الأقل 10 أعمال أو إنجازات مهمة. ثم دونها في مذكرة . ثم بعد ذلك قم بالتخطيط لها بدقة وبكل التفاصيل الممكنة .

فهدف دراسة لغة أجنبية مثلا هو هدف كبير، لكننا إن قسمناه إلى أهداف صغيرة كحفظ 5 كلمات يوميا مع استعمالها في جمل وقراءة صفحة في اليوم 10 مرات ليتدرب لسانك على القراءة ولتكتسب، مع الوقت، أسلوبا للكتابة دون أن تحس. هي أهداف صغيرة يمكننا أن نبرمجها في الزمان والمكان لنحققها بسهولة وهي بالتأكيد ستخدم هدفنا الكبير بكل دقة.

لنلخص كل ما قلناه لحد الآن
عندما يكون التلميذ والطالب يعيش نوعا من الضغط في الموسم الدراسي، يشعر أحيانا أنه ضيع فصل الصيف، وأنه لو استغله أحسن استغلال لكان أحسن حالا اليوم. ثم يعقد العزم على أن الصيف القادم سيستغله إلى أقصى درجة، ويأتي فصل الصيف ومعه الحرارة التي تسبب الرخوة. أضف إلى ذلك كثرة الملاهي فنتناسى بسرعة أهدافنا ونبدأ نؤجلها إلى أن تنتهي العطلة .
ولكي لا نقع في هذا الخطأ، فأفضل شيء هو أن نبدأ من الآن : فنضع أهم أهداف تخدم مستقبلنا ونخطط لها في مذكرة خاصة ، ثم نبرمجها بالتواريخ كي لا نقع في مشكلة التسويف والتأجيل .
خطط دائما لصيفك في فصل الشتاء وللموسم الدراسي في فصل الصيف، وستعيش دائما تصنع مستقبلك بنفسك وتختار طريقك التي توصلك إلى مقصدك من هذه الحياة. أما غيرك فستستمر الأحداث تؤرجحه يمنة ويسرة إلى أن يلقى نفسه قد ضيع عمره.

من جهة أخرى
هذا رابط المدونة التي سأضع فيها كل كتبي القادمة إن شاء الله ،
 وفيها ستجد  كتاب :
-->
كيف تعد نفسك لتستعد لإمتحان آخر السنة في 3 أيام؟

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

7 التعليقات

التعليقات
غير معرف
17 ديسمبر 2012 في 8:43 م حذف

موضوع جد رائع

صراحة استفدت كثيرا من تدويناتك المميزة

في انتظار كتابك القادم استاذ حسن..

جزاك الله خيرا على كل ما تفيد به الناس...
شكراً

رد
avatar
غير معرف
18 يناير 2013 في 6:40 م حذف

شكرا لك

في انتظار الجديد

رد
avatar
غير معرف
29 يناير 2013 في 8:04 م حذف

أعرف الحل.
هو أن يعيد الان الدورة التكوينية من جديد أليس كذلك ؟
وعلى فكرة: متى سيتمنشر الكتاب الجديد ؟

رد
avatar
10 مارس 2013 في 11:08 ص حذف

أشكركم جميعا
بالنسبة لكتابي الجديد سينشر عما قريب

رد
avatar
عثمان
11 يونيو 2013 في 7:30 م حذف

جزاكم الله خيرا

رد
avatar
غير معرف
15 يونيو 2013 في 10:32 ص حذف

شكرا يا استاذ حسن الحقيقة استفدت من الكتب وعم باستن الكتاب الجديد

رد
avatar
23 نوفمبر 2015 في 9:05 م حذف

شكرا استاذي العزيز حسن شكرا

رد
avatar