حتى لا تصل الى هذه الحال...
لمن لا يعرف معنى "الببوش" من اخوتنا خارج المغرب فالببوش هو الحلزون.
حتى لا تصل الى هذا الحال .. هي صرخة أطلقها من منبر هذه المدونة ليسمعها كل تلميذ وطالب من أبناء الوطن العربي.
صرخة تقول لك أختي أخي ، استيقظ و أنقذ نفسك قبل أن تطمرك الأحداث وتفوتك الفرص، ويصبح حالك كهذان الشابان في الصورة.
أثبتت دراسات علمية ونتائج من الواقع الملموس أن أكثر من 70 بالمائة من الطلبة بعد مرور 10 سنين من تخرجهم تجدهم يعملون في مجال غير تخصصهم.
بل وتجد الكثير منهم ضل الطريق وقبل بأي عمل: كأن يعمل بالبناء يحمل الحجارة على كتفيه... والملاحظ أن مثل هذا العمل كان بإمكانه أن يعمل به دون أن يضيع عشرات السنين في القسم أو الجامعة .
يقبل صدييقنا بأي عمل فتبدأ المعانات. معاناته بين تحسره على ضياع أحلامه وفشله في الوصول الى الحياة التي كان يتمنى أن يعيشها، وبين ضغط العمل الذي يعمل به الآن وهو مكره. هذا إن وجد عملا أصلا.
أما الفتاة المسكينة ، وبعد أن اجتهذت اجتهاذا كبيرا، وسهرت الليالي الطوال فحصلت على نتائج مشرفة وتخرجت بدبلوم مهم جدا، وجدت لائحة المتخرجين مثلها طويلة الى درجة رهيبة. وأصبح أمر الحصول على وظيفة سرابا بعد أن كان حلما جميلا يحركها للإجتهاذ والعطاء.
وجدت ، أختنا العزيزة ، المبارات يتقدم لها آلاف المترشحين ليتم اختيار العشرات منهم بطريقة مشكوك فيها. وجدت أن من كان أقل منها اجتهاذا وعلما يصل الى مناصب الشغل بفعل فاعل... فتحسرت على واقعها وهي التي كانت تحلم أن تصبح موظفة مرموقة لتشتري كل ما يحلوا لها، وتساعد والديها فترد لهم القليل مما فعلاه معها.
فأين الخلل يا ترى ؟ هل في الطلبة أنفسهم ؟ أم في نظام التعليم ؟ أم هو خليط من هذا وذاك؟
ملاحظة : أنا لا أتحدث مع من كان رأسمال أبيه يكفيه هو وأحفاذه. ولا أتحدث مع من وهب نفسه لطلب العلم.
أنا أتحدث مع أبناء عامة الشعب، أتحدث مع من يدرس لينال شهادة ما فيتوجه بها الى سوق العمل طالبا رزقه.
يحكي لي أحذ الأصقاء قصته المريرة قائلا :
أذكر " بعد أن تخرجت " وعدت الى البيت أحسست بفرحة كبيرة تلاها خوف كبير. كانت الفرحة بأن انتهيت من فصل من حياتي ذقت فيه الكثير من المعانات والألم. أما الخوف فكان سببه أنني أنتقل الى مرحلة لا أعرف عنها شيئا.
فعلت ( تحت ضغط أسرتي ) مثل ما فعل غيري من الطلبة ، أرسلت طلبات للترشح لمبارات هنا وهناك وأغلبها لم يجبني عنها المسؤولون. وبعد فترة ألغت أسرتي أمر المبارات أما أنا فكنت غير مقتنع بجدوى هذه المحاولات. ثم بدأت رحلة البحث عن العمل من معمل الى معمل ومن متجر الى آخر... ذون جذوى.
خابت كل آمالي واسودت الدنيا في عيني لدرجة أنني أحسست أنني لن أعمل ولن أتزوج قط ... الى أن أنقذني أحد الأصدقاء في المدرسة ، فعملت في أحد المتاجر بائعا ، وكم كانت فرحتي عظيمة ... سأعوظ أنا أيضا لأمي وأبي عما عاناه من أجلي... وفعلا كنت أعطي أمي كل راتبي ولا أترك في جيبي أكثر من 10 دولارات.
ومرت الأيام لأجد أن صحتي تنهارو نفسيتي تضيق يوما بعد يوم بسبب الروتين، وأن العمل الذي كنت أعتبره عملا مؤقتا يأخذ معظم وقتي الى ذرجة أنني لا أجد الوقت للبحث عن عمل آخر. وبقيت على هذا الحال 16 سنة ، ولاضغط النفسي يأكلني ، فأنا أحس أنني أستطيع أن أفعل أكثر وأنني أستحق أفضل مما أنا فيه.
ظللت الطريق لكنني والحمد لله استفقت وصححت المسار بعد أن ضاعت 16 سنة من حياتي.
أخي الطالب والتلميذ أختي الطالبة والتلميذة حتى لا يظل أحدنا الطريق سنواصل معا سلسلة جديدة بهذه المدونة عنوانها :
ماذا بعد الباكلوريا ؟
سنتعلم معا كيف نستعد لهذه المرحلة ؟ وكيف نقتنص الفرص الرائعة ؟ بل وكيف نخلق الفرصة المناسبة التي نحلم بها؟
وفقكم الله .
لمن لا يعرف معنى "الببوش" من اخوتنا خارج المغرب فالببوش هو الحلزون.
حتى لا تصل الى هذا الحال .. هي صرخة أطلقها من منبر هذه المدونة ليسمعها كل تلميذ وطالب من أبناء الوطن العربي.
صرخة تقول لك أختي أخي ، استيقظ و أنقذ نفسك قبل أن تطمرك الأحداث وتفوتك الفرص، ويصبح حالك كهذان الشابان في الصورة.
أثبتت دراسات علمية ونتائج من الواقع الملموس أن أكثر من 70 بالمائة من الطلبة بعد مرور 10 سنين من تخرجهم تجدهم يعملون في مجال غير تخصصهم.
بل وتجد الكثير منهم ضل الطريق وقبل بأي عمل: كأن يعمل بالبناء يحمل الحجارة على كتفيه... والملاحظ أن مثل هذا العمل كان بإمكانه أن يعمل به دون أن يضيع عشرات السنين في القسم أو الجامعة .
يقبل صدييقنا بأي عمل فتبدأ المعانات. معاناته بين تحسره على ضياع أحلامه وفشله في الوصول الى الحياة التي كان يتمنى أن يعيشها، وبين ضغط العمل الذي يعمل به الآن وهو مكره. هذا إن وجد عملا أصلا.
أما الفتاة المسكينة ، وبعد أن اجتهذت اجتهاذا كبيرا، وسهرت الليالي الطوال فحصلت على نتائج مشرفة وتخرجت بدبلوم مهم جدا، وجدت لائحة المتخرجين مثلها طويلة الى درجة رهيبة. وأصبح أمر الحصول على وظيفة سرابا بعد أن كان حلما جميلا يحركها للإجتهاذ والعطاء.
وجدت ، أختنا العزيزة ، المبارات يتقدم لها آلاف المترشحين ليتم اختيار العشرات منهم بطريقة مشكوك فيها. وجدت أن من كان أقل منها اجتهاذا وعلما يصل الى مناصب الشغل بفعل فاعل... فتحسرت على واقعها وهي التي كانت تحلم أن تصبح موظفة مرموقة لتشتري كل ما يحلوا لها، وتساعد والديها فترد لهم القليل مما فعلاه معها.
فأين الخلل يا ترى ؟ هل في الطلبة أنفسهم ؟ أم في نظام التعليم ؟ أم هو خليط من هذا وذاك؟
ملاحظة : أنا لا أتحدث مع من كان رأسمال أبيه يكفيه هو وأحفاذه. ولا أتحدث مع من وهب نفسه لطلب العلم.
أنا أتحدث مع أبناء عامة الشعب، أتحدث مع من يدرس لينال شهادة ما فيتوجه بها الى سوق العمل طالبا رزقه.
يحكي لي أحذ الأصقاء قصته المريرة قائلا :
أذكر " بعد أن تخرجت " وعدت الى البيت أحسست بفرحة كبيرة تلاها خوف كبير. كانت الفرحة بأن انتهيت من فصل من حياتي ذقت فيه الكثير من المعانات والألم. أما الخوف فكان سببه أنني أنتقل الى مرحلة لا أعرف عنها شيئا.
فعلت ( تحت ضغط أسرتي ) مثل ما فعل غيري من الطلبة ، أرسلت طلبات للترشح لمبارات هنا وهناك وأغلبها لم يجبني عنها المسؤولون. وبعد فترة ألغت أسرتي أمر المبارات أما أنا فكنت غير مقتنع بجدوى هذه المحاولات. ثم بدأت رحلة البحث عن العمل من معمل الى معمل ومن متجر الى آخر... ذون جذوى.
خابت كل آمالي واسودت الدنيا في عيني لدرجة أنني أحسست أنني لن أعمل ولن أتزوج قط ... الى أن أنقذني أحد الأصدقاء في المدرسة ، فعملت في أحد المتاجر بائعا ، وكم كانت فرحتي عظيمة ... سأعوظ أنا أيضا لأمي وأبي عما عاناه من أجلي... وفعلا كنت أعطي أمي كل راتبي ولا أترك في جيبي أكثر من 10 دولارات.
ومرت الأيام لأجد أن صحتي تنهارو نفسيتي تضيق يوما بعد يوم بسبب الروتين، وأن العمل الذي كنت أعتبره عملا مؤقتا يأخذ معظم وقتي الى ذرجة أنني لا أجد الوقت للبحث عن عمل آخر. وبقيت على هذا الحال 16 سنة ، ولاضغط النفسي يأكلني ، فأنا أحس أنني أستطيع أن أفعل أكثر وأنني أستحق أفضل مما أنا فيه.
ظللت الطريق لكنني والحمد لله استفقت وصححت المسار بعد أن ضاعت 16 سنة من حياتي.
أخي الطالب والتلميذ أختي الطالبة والتلميذة حتى لا يظل أحدنا الطريق سنواصل معا سلسلة جديدة بهذه المدونة عنوانها :
ماذا بعد الباكلوريا ؟
سنتعلم معا كيف نستعد لهذه المرحلة ؟ وكيف نقتنص الفرص الرائعة ؟ بل وكيف نخلق الفرصة المناسبة التي نحلم بها؟
وفقكم الله .